لقد شكل اكتشاف الكهرباء نقطة تحول في مسار البشرية، كذلك فقد كان اكتشاف الموجات الكهرومغناطيسية سببا في إحداث ثورة في عالم الاتصالات جعلت الكره الأرضية توصف علي أنها قرية صغيره يمكن التواصل ما بين أقصاها وأدناها في لحظات، بل والتواصل مع كواكب أخري وأقمار أخري.
ومع كل التطبيقات التكنولوجيه التي ازدحمت بها الفراغات المعمارية والتي كانت الكهرباء والكهرومغناطيسية سببا مباشرا فيها ومع عدم إنكار أهميتها وتأكيد دورها في الحضارة الحديثة؛ إلا أن ذلك لم يمنع ظهور إشكالية جديدة الطرح هي: إرتفاع نسبة التلوث الكهرومغناطيسي الناتج عن تطبيقات ومنتجات تكنولوجيه وما في ذلك من تأثيرات سلبيه علي صحة الإنسان، وذلك من خلال تناول ما بات يشار إليه علي انه تلوث كهرومغناطيسي. ففي السنوات الأخيرة لا يكاد إصدار أو دورية علمية مهتمة بالبيئة تخلوا من بحث أو دراسة أو تجربة تؤكد أو تنفي تأثيرات ضاره لهذه الموجات الكهرومغناطيسية وتضع حدودا ومعايير وترصد المصادر بل وتحدد المخاطر الناتجة عن وجود هذه الموجات.
الأبحاث والدراسات المعمارية بقيت بعيدة عن هذه الأطروحات رغم أن المعماري هو المسئول الأول عن خلق الفراغ الصحي والآمن للإنسان. لذا كان من الضروري في هذا البحث التعرض لهذه النقطة من وجهة نظر معمارية.